تثير المخاوف من تزايد التوتر بين الغرب وروسيا، بسبب غزو روسي محتمل لأوكرانيا، قلقاً في أرجاء العالم. وحتى إذا لم يؤدِّ هذا التوتر إلى اندلاع حرب؛ فإن ثمة خوفاً من أن يعيدَ الحرب الباردة، التي استمرت منذ الحرب العالمية في منتصف أربعينات القرن الماضي حتى سقوط الاتحاد السوفيتي السابق مطلع التسعينات. ويتمثل الخوف الأكبر في ما يمكن أن تؤدي إليه أية مواجهة بين القوى النووية الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة وروسيا. كما أن القوى التي تتزعم منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) تتوافر على الأسلحة النووية الفتاكة. والمطلوب من القوى المعنية بالأزمة تحكيم العقل، وتجنيب العالم ويلات نزاع هو في غنى عنه، في أتون معاناته من تبعات نازلة كورونا، والصعوبات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، والمساعي الحثيثة لوأد التضخم، وحل مشكلات سلاسل إمدادات السلع الحيوية. والمطلوب في ضوء ذلك أن يعجل الرئيسان الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، بالتوصل إلى اتفاق يبدد الأزمة المُحدِقَة باستقلال أوكرانيا، وبالتالي تجنب اندلاع نزاع سيكتوي به العالم بأسره، وليست أطراف النزاع وحدها. وهو ما يوجب الترحيب بالمساعي التي يبذلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتقريب وجهات النظر بين موسكو وواشنطن، من جهة؛ وبين موسكو والاتحاد الأوروبي من الجهة الأخرى.